دعا خبراء ومختصون الى الحذر من استعمال دواء «كلوروكين» في علاج المصابين بفيروس كورونا، نظرا لأثاره السلبية على صحة المرضى التي يمكن أن تكون أخطر من الاصابة بالفيروس، حيث يتطلب الامر، بحسبهم، اجراء مزيد من الدراسات للتأكد من فعاليته ، بل تطبيقه على المرضى.
من جهته أكد الدكتور بقاط بركاني، عضو اللجنة الوطنية لمتابعة وباء كورونا، أن هذا الدواء ليس بجديد وانما استعمل من قبل في الجزائر لعلاج داء الملاريا وكذا التهابات المفاصل ونظرا لأثاره الجانبية، فمن المرتقب أن لا يعمم على جميع المصابين بفيروس كورونا وانما سيضطر الأطباء الى استخدامه لعلاج الحالات المستعصية التي وصلت الى مرحلة خطيرة من المرض، مضيفا أن اثاره السلبية قد تكون أخطر من الاصابة بالفيروس نفسه ولا يجب استخدامه بصفة عشوائية إلا في المستشفيات.
وفي تصريح خص به «الشعب»، أوضح الدكتور أن هذا العلاج يتضمن بروتوكولا يخضع الى مقاييس علمية دقيقة ولا يمكن لأحد أن يفسره إلا الأطباء الذين يشرفون علاج المرضى حسب كل حالة، قائلا إنه تم الشروع في ستعماله منذ بضعة أيام لعلاج المصابين بالفيروس بمسشفى القطار.
واشتد الجدل أيضا في فرنسا حول مدى فعالية هذا الدواء في علاج فيروس كورونا، وانقسمت المواقف بين من يرى أنه معجزة في ظل عدم التوصل الى اكتشاف دواء جديد أو لقاح يقي من الاصابة به، ومن يعتقدون أن فعاليته الطبية لم تثبت لغاية الآن رغم الاختبارات.
ومع تنامي انتشار الوباء يوما بعد يوم، أبدى دواء كلوروكين الموصوف للملاريا فعالية ضد هذا المرض الجديد، إلا أن لغطا كبيرا من قبل السلطات المعنية حامت حوله، رغم اختباره في الصين واعتماده في مرسيليا بفرنسا، فلماذا لم يشرع بعد بتبنيه على نطاق واسع، من أجل توضيح ما يدور حول هذا الدواء، طرح موقع «إل.سي.إي» الفرنسي خمسة أسئلة توضيحية، نستعرضها من خلال مقال فيليسيا سيديريس.
وقال الموقع، إن الخبراء انتقدوا ما يقترحه مدير معهد المتوسط للعدوى في مرسيليا ديدييه راؤول ، لقلة عدد من أجري عليهم الاختبار، ومع ذلك سيكون كلوروكين جزءا من تجربة سريرية أوروبية واسعة، وقد فتح الباب لاستخدامه في «الحالات الأكثر خطورة»، لتوصيات المجلس الأعلى للصحة في فرنسا.
كلوروكين علاج شائع الاستخدام للملاريا
أجمع المختصون أن كلوروكين في الواقع علاج شائع الاستخدام للملاريا، وهو غير مكلف ويستخدم منذ ما يقرب من سبعة عقود، ويتم تسويقه على وجه الخصوص تحت اسم «نيفاكين»، وينصح به كثيرا عند الذهاب إلى منطقة موبوءة بطفيلي الملاريا الذي ينتقل عن طريق البعوض.
بحسب الموقع، فإن الحديث عن هذا العلاج في هذا الوقت سببه ما قاله الباحثون الصينيون، من أن 500 مليغرام من كلوروكين يوميا لمدة عشرة أيام، ستكون كافية لعلاج كوفيد-19.
وهذه الدراسة السريرية التي أجراها ثلاثة باحثين، نشرت في 19 فبراير في مجلة «بيو ساينس فرند»، وقد بنيت نتائجها على تجربة أجريت في أكثر من عشرة مستشفيات في الصين، وخاصة في ووهان مركز الوباء، بحسب الموقع.
نتائج دراسات: فوسفات كلوروكين يحسن حالة الرئتين
وجاءت الاستنتاجات واضحة، كما كتب الباحثون قائلين إن «النتائج التي تم الحصول عليها حتى الآن على أكثر من مئة مريض، أظهرت أن فوسفات كلوروكين كان أكثر فعالية من العلاج الذي تلقته مجموعة أخرى للمقارنة، وذلك في احتواء تطور الالتهاب الرئوي، وفي تحسين حالة الرئتين، وفي إعادة المريض سلبيا، وفي تقصير مدة المرض».
ومع ذلك - كما يشير الموقع - فإن هذه الدراسة الموجزة للغاية، لا تحدد كميا قدر هذا الاختلاف في الفعالية، كما أنها نشرت بطريقة أولية، بمعنى أنها نشرت دون التحقق من صحتها من قبل لجنة من الخبراء العلميين ما سبب التخوف من استعماله؟ أوضح المستشار الصحي للموقع وللتلفزيون الفرنسي الأول جيرالد كيرزيك، إن هذا الدواء ليس خاليا من الآثار الجانبية وقد نصح طب الطوارئ بعدم التسرع في تناول كلوروكين، قائلا إننا «يجب أن ننتظر اختبارات أخرى».
وقال جان بول جيرو وهو أحد أشهر المتخصصين في علم الصيدلة وعضو الأكاديمية الفرنسية للطب، إن من آثار هذا الدواء «اضطرابات الجهاز المناعي والمغص المعوي والغثيان والتقيؤ ومشاكل الكبد، وحتىلدم»، وهذا ما ذهب إليه أيضا طبيب الصيدلة والاختصاصي بالصحة العامة فرانسوا مينين، الذي قال إن هذا الدواء يمكن أن يكون «خطيرا للغاية في حالة الجرعة الزائدة».